رياضة هاجم الهياكل وانتقد "ملاعب الحوم": هل جاء عمار السويح من المريخ الى البطولة التونسية؟
من الواضح أن مسار نتائج وأداء الترجي الرياضي في سباق البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم شهد تحسنا ملحوظا منذ قدوم المدرب عمار السويح خلفا لجوزي أنيغو، غير أن التطور وبمنتهى الصراحة كان جزئيا ولم يصل بعد الى درجة الاقناع التام واطراب جماهير "المكشخة" وجعلها منتشية..
وعلى هامش التذبذب النسبي لنتائج الترجي بخسارتين ضد النجم الساحلي والترجي الجرجيسي، ورغم التدارك بفوزين ضد النادي الصفاقسي والملعب القابسي، فقد لاحظ العديدون تغيّرا تاما في منسوب خطاب المدرب عمار السويح الذي اعتاده الجمهور الرياضي واقعيا وموضوعيا ورصينا وبعيدا عن فنون التصريحات المتشنجة التي اعتدناها في بطولتنا، لكن يبدو أن السويح وبمجرد انخراطه في منظومة بطولتنا خلال ثلاثة أشهر فانه صار وفيا لمبدأ التظلم والتشكي حتى يقي نفسه نيران الانتقادات التي بدأت تتعالى خارج أسوار حديقة المرحوم حسان بلخوجة..
السويح تحدث ذات مرة عن دور الهياكل الرياضية والتي وصفها بالهاوية عند التعليق على قرار "الويكلو" وطالب المسيرين في كرتنا بالحرفية في أدائهم.. ويبدو أن هذا المدرب تناسى في لحظة غضب أنه كان يدرب في الدوري السعودي بحضور عشرات الأنفار في المدرجات خلال اللقاءات الرسمية، ثم أنه عاد عقب رحلة قابس ليشير الى "لعبة في حومة"..وهو كلام أغضب القوابسية وحتى جماهير عدة فرق أخرى ممن استغربوا نزوع "الكوتش" الى مثل هذه التصريحات الشعبوية..والتي توحي للمتفرج العادي بأن السويح كان يشاهد بطولة أخرى في المريخ..ولكأننا به لم يتخرج من بطاحي طبربة (التي نعتزّ بها كثيرا) ولم يخض مواجهات أصعب سابقا مع "الهمهاما" و"ليتوال" وفرق أخرى في ظروف أصعب مما نعيشه الأن..
صحيح أن البنية التحتية والأجواء العامة لكرتنا لم ترتق بعد الى درجة المنشود، غير أن "الشو" الصادر عن مدرب الترجي فهمه الكثيرون على أنه انتهج تكتيك "الهجوم" دفاعا عن نفسه من حملات نقد وهي ضربة استباقية من السويح من حقه أن يعتمدها..ولكنها لا تنفي أنه مطالب بمزيد الاجتهاد مع مجموعته عوض الاستناد الى مثل هذه الكليشيات...
طارق العصادي
